Wikipedia

نتائج البحث

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

# الشرك فى المحبة #

المحبة هي أصل دين الإسلام الذي تدور عليه رحاه؛ فبكمال محبة الله يكمل دين الإسلام، وبنقصها ينقص توحيد الإنسان‏.‏
و محبة الله   محبة العبودية و لا تكون إلا بالذل لله والخضوع التام  وكمال الطاعة وإيثار المحبوب على غيره، فهكذا تكون محبة خالصة لله، لا يجوز أن يشرك معه فيها أحد.


المحبة قسمان‏:‏


محبة مختصة‏:‏ وهي محبة العبودية التي تستلزم كمال الذل والطاعة للمحبوب، وهذه خاصة بالله سبحانه وتعالى‏.‏


 محبة مشتركة: وهي ثلاثة أنواع‏:


1-‏ محبة طبيعية؛ كمحبة الجائع للطعام‏.‏


2-‏ محبة إشفاق؛ كمحبة الوالد لولده‏.‏


3-‏ محبة أنس وإلف؛ كمحبة الشريك لشريكه والصديق لصديقه‏.‏


وهذه المحبة بأقسامها الثلاثة لا تستلزم التعظيم والذل، ولا يؤاخذ أحد بها، ولا تزاحم المحبة المختصة، فلا يكون وجودها شركا؛ لكن لا بد أن تكون المحبة المختصة مقدمة عليها‏.‏


والمحبة المختصة- وهي محبة العبودية- هي المذكورة في قوله تعالى‏:‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ‏}‏ البقرة 165


قال الإمام ابن القيم رحمه الله على هذه الآية‏:‏ ‏"‏أخبر تعالى أن من أحب من دون الله شيئا كما يحب الله تعالى؛ فهو ممن اتخذ من دون الله أندادا فى الحب والتعظيم‏"‏‏.‏


‏  محبة الله  هي محبة العبودية و  يجب أن تقدم على المحبة التي ليست عبودية، وهي المحبة المشتركة؛ كمحبة الآباء والأولاد والأزواج والأموال؛ لأن الله توعد من قدم هذه المحبة على محبة الله، قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ‏}‏ التوبة 24


فتوعد سبحانه من قدم هذه المحبوبات الثمان على محبة الله ورسوله والأعمال التى يحبها، ولم يتوعد على مجرد حب هذه الأشياء؛ لأن هذا شيء جُبل عليه الإنسان (فطرة الإنسان على هذا )، ليس اختياريا، وإنما توعد من قدم محبتها على محبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ورسوله، فلا بد من إيثار ما أحبه الله من عبده وأراده على ما يحبه العبد ويريده‏.‏


 العلامات التى  تدل على محبة الله عز و جل:‏


  من أحب الله تعالى يقدم ما يحبه الله من الأعمال على ما تحبه نفسه من الشهوات والملذات والأموال والأولاد والأوطان‏.‏


من أحب الله تعالى   يتبع رسوله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، فيفعل ما أمر به، ويترك ما نهى عنه؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ‏}‏ آل عمران 31-32




قال الله تعالى :‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ‏}‏ المائدة 54.

 

 المحبين لله يكونون أذلة على المؤمنين؛ فيشفقون عليهم ويرحمونهم ويعطفون عليهم‏.‏


 يكونون أعزة على الكافرين؛ فيظهرون لهم الغلظة والشدة والترفع عليهم، ولا يظهرون لهم الخضوع والضعف‏.‏


 يجاهدون في سبيل الله بالنفس واليد والمال واللسان لإعزاز دين الله وقمع أعدائه بكل وسيلة‏.‏


 لا تأخذهم في الله لومة لائم، فلا يؤثر فيهم ازدراء الناس لهم ولومهم إياهم على ما يبذلون من أنفسهم وأموالهم لنصرة الحق؛ لقناعتهم بصحة ما هم عليه وقوة إيمانهم ويقينهم، فكل محب يؤثر فيه اللوم فيضعفه عن مناصرة حبيبه فليس بمحب على الحقيقة‏.‏

الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى
عشرة أشياء ذكرها ابن القيم رحمه الله وهي‏:



1-‏ قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به‏.‏


2-‏‏ التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض‏.‏


3-‏ دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل‏.‏


4-‏ إيثار ما يحبه الله على ما يحبه العبد عند تزاحم المحبتين‏.‏


5-‏ التأمل في أسماء الله وصفاته وما تدل عليه من الكمال والجلال وما لها من الآثار الحميدة‏.‏


6-‏ التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عباده‏.‏


7-‏ انكسار القلب بين يدي الله وافتقاره إليه‏.‏


8-‏ الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت، وختم ذلك بالاستغفار والتوبة‏.‏


9-‏ مجالسة أهل الخير والصلاح المحبين لله عز وجل والاستفادة من كلامهم‏.‏


10-‏ الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل‏.‏


ومن توابع محبة الله ولوازمها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين‏)‏؛


ومحبة الرسول تابعة لمحبة الله ملازمة لها، ومن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم اتبعه؛ فمن ادعى محبته عليه الصلاة والسلام وهو يخالفه فيما جاء به فيطيع غيره من المنحرفين والمبتدعين فيحيي البدع ويترك السنن؛ فهو كاذب في دعواه أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن المحب يطيع محبوبه‏.‏
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق