Wikipedia

نتائج البحث

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

# يسألونك عن الروح #



حقيقه الروح
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ‏فى (مجموع الفتاوى 17/341‏)‏‏:‏ ‏"‏ومذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر سلف الأمة وأئمة السنة‏:‏ أن الروح عين قائمة بنفسها، تفارق البدن، وتنعم، وتعذب، ليست هي البدن، ولا جزء من أجزائه، ولما كان الإمام أحمد رحمه الله ممن نص على ذلك كما نص عليه غيره من الأئمة؛ لم يختلف أصحابه في ذلك‏"‏‏.‏
وأما قول القائل‏:‏ أين مسكنها من الجسد‏؟‏ فلا اختصاص للروح بشيء من الجسد، بل هي سارية في الجسد كما تسري الحياة التي هي عرض في جميع الجسد؛ فإن الحياة مشروطة بالروح؛ فإذا كانت الروح في الجسد؛ كان فيه حياة، وإذا فارقته الروح؛ فارقته الحياة‏"‏‏.‏

الروح مخلوقة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‏‏‏:
‏"‏روح الآدمي مخلوقة مبدعة باتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة، وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين‏"‏‏.‏
وقال تلميذه العلامة ابن القيم(‏فى الروح 146):‏ ‏"‏والذي يدل على خلقها وجوه‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏، وذكر اثني عشر وجها نذكر بعض منها‏:‏
1-‏ قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ‏}الرعد 16
؛ فهذا اللفظ عام، لا تخصيص فيه بوجه ما، ولا يدخل في ذلك صفاته؛ فإنها داخلة في مسمى اسمه؛ فالله سبحانه هو الإله الموصوف بصفات الكمال، وهو سبحانه بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق‏.‏

2- قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا‏}مريم 9
وهذا الخطاب لروحه وبدنه، وليس لبدنه فقط؛ فإن البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل، وإنما الذي يفهم ويعقل ويخاطب هو الروح‏.‏

3-‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‏}الأعراف 11
وهذا الإخبار إما أن يتناول أرواحنا وأجسادنا كما يقوله الجمهور، وإما أن يكون واقعا على الأرواح قبل خلق الأجساد كما يقوله من يزعم ذلك، وعلى التقديرين؛ فهو صريح في خلق الأرواح‏.‏

4- النصوص الدالة على أن الإنسان عبد بجملته، وليست عبوديته واقعة على بدنه دون روحه، بل عبودية الروح أصل، وعبودية البدن تبع؛ كما أنه تبع لها في الأحكام، وهي التي تحركه وتستعمله، وهو تبع لها في العبودية‏.‏
5- قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا‏}الإنسان 1
؛ فلو كانت روحه قديمة؛ لكان الإنسان لم يزل شيئا مذكورا؛ فإنه إنما هو إنسان بروحه لا بدنه‏.‏

6-‏ حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي في ‏"‏صحيح البخاري برقم 3336و اخرجه مسلم 2638‏"‏وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف‏)‏ ، والجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة‏.‏
7- أن الروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال، وهذا شأن المخلوق المحدث المربوب‏.‏ 
كيفية قبض روح المتوفى وما لها بعد وفاته:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه؛ قال‏:
‏(‏كنا في جنازة في بقيع الغرقد،
فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم،
فقعد
وقعدنا حوله كأن على رءوسنا الطير وهو يلحد له
، فقال أعوذ بالله من عذاب القبر؛ ثلاث مرات
ثم قال
إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا؛ نزلت إليه الملائكة،
كأن على وجوههم الشمس،
معهم كفن من أكفان الجنة،
وحنوط من حنوط الجنة،
فجلسوا منه مد البصر،
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،
فيقول يا أيتها النفس الطيبة‏!‏
اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان
قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيَ السقاء،
فيأخذها؛
فإذا أخذها؛
لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها
فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض
قال فيصعدون بها،
فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة؛ إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة‏؟‏
فيقولون فلان ابن فلان؛ بأطيب أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا،
حتى ينتهوا بها إلى السماء،
فيستفتحون له،
فيفتح له،
فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها،
حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله،
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين،
وأعيدوه إلى الأرض؛
فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى
قال فتعاد روحه في جسده،
فيأتيه ملكان،
فيجلسانه،
فيقولان له من ربك‏؟‏
فيقول ربي الله
فيقولان له ما دينك‏؟‏
فيقول ديني الإسلام
فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم‏؟‏
فيقول هو رسول الله
فيقولان له ما علمك‏؟‏
فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت
فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي؛
فأفرشوه من الجنة،
وافتحوا له بابا إلى الجنة
قال فيأتيه من روحها وطيبها،
ويفسخ له في قبره مدَّ بصره
قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح،
فيقول أبشر بالذي يسرك،
هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول له من أنت‏؟‏ فوجهك الذي يجيء بالخير
فيقول أنا عملك الصالح
فيقول يا رب‏!‏ أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي
قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة؛
نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه،
معهم المسوح،
فيجلسون منه مد البصر،
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،
فيقول أيتها النفس الخبيثة‏!‏
اخرجي إلى سخط من الله وغضب
قال فتفرَّق روحه في جسده،
فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول،
فيأخذها،
فإذا أخذها؛
لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح،
ويخرج منها كأنتن ريح خبيثة وجدت على وجه الأرض،
فيصعدون بها،
فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة؛ إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث‏؟‏
فيقولون فلان ابن فلان؛ بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا،
حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا،
فيستفتح له،
فلا يفتح له
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم{‏لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط‏} الأعراف 40
‏ فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى،
فتطرح روحه طرحا
ثم قرأ ‏{‏ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق‏}الحج 31
فتعاد روحه في جسده،
ويأتيه ملكان،
فيجلسانه،
فيقولان له من ربك‏؟‏
فيقول هاه هاه لا أدري
فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم‏؟
‏ فيقول هاه هاه لا أدري
فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي،
فأفرشوه من النار،
وافتحوا له بابا إلى النار،
فيأتيه من حرها وسمومها،
ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح،
فيقول أبشر بالذي يسوؤك،
هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول من أنت‏؟‏ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر‏!‏
فيقول أنا عملك الخبيث
فيقول رب لا تقم الساعة‏)‏ ‏.‏
رواه الإمام أحمد وأبو داوود والحاكم  وأبو عوانة وابن حبان  

هل الروح والنفس شيء واحد أو شيئان متغايران‏؟‏
اختلف الناس في ذلك‏:‏ فمن قائل‏:‏ إنهما شيء واحد، وهم الجمهور‏.‏ ومن قائل‏:‏ إنهما متغايران‏.‏
والتحقيق أن لفظ الروح والنفس يعبر بهما عن عدة معان، فيتحد مدلولها تارة ويختلف تارة
فالنفس تطلق على أمور‏:‏
منها‏:‏ الروح
يقال‏:‏ خرجت نفسه؛ أي‏:‏ روحه، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ‏}‏ ‏.‏ الأنعام 93
ومنها‏:‏ الذات
يقال‏:‏ رأيت زيدا نفسه وعينه، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ‏}‏ ‏.‏ النور 61
ومنها‏:‏ الدم
يقال‏:‏ سالت نفسه، ومنه قول الفقهاء‏:‏ ما له نفس سائلة، وما ليس له نفس سائلة، ومنه يقال‏:‏ نفست المرأة إذا حاضت ونفست إذا نفسها ولدها، ومنه النفساء‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏ فى مجموع الفتاوى 9/294:‏
‏"‏ويقال‏:‏ النفوس ثلاثة أنواع، وهي‏:‏
النفس الأمارة بالسوء‏:‏ التي يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي‏.‏
والنفس اللوامة‏:‏
وهي التي تذنب وتتوب؛ ففيها خير وشر، ولكن إذا فعلت الشر؛ تابت وأنابت، فتسمى لوامة؛ لأنها تلوم صاحبها على الذنوب، ولا تتلوم؛ أي‏:‏ تتردد بين الخير والشر‏.‏
والنفس المطمئنة‏:
‏ وهي التي تحب الخير والحسنات، وتبغض الشر والسيئات، وقد صار ذلك لها خلقا وعادة‏.‏
فهذه صفات وأحوال لذات واحدة؛ لأن النفس التي لكل إنسان هي نفس واحدة‏.‏
والروح أيضا تطلق على معان‏:‏
منها‏:‏ القرآن الذي أوحاه الله تعالى إلى رسوله.
قال تعالى‏:‏
{‏وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا‏}‏ ‏.‏ الشورى 52
وعلى جبريل.
قال تعالى‏:‏ ‏{‏نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ‏}‏ ‏.‏ الشعراء 193
وعلى الوحي الذي يوحيه إلى أنبيائه ورسله.
قال تعالى‏:‏ ‏{‏يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ‏}غافر 15
سمي روحا لما يحصل به من الحياة النافعة؛ فإن الحياة بدونه لا تنفع صاحبها البتة، وسميت الروح روحا لأن بها حياة البدن‏.‏
وتطلق الروح أيضا على الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه‏.‏
وتطلق الروح على ما سبق بيانه، وهو ما يحصل بفراقه الموت، وهي بهذا الاعتبار ترادف النفس ويتحد مدلولهما، ويفترقان في أن النفس تطلق على البدن وعلى الدم، والروح لا تطلق عليهما‏.‏ والله أعلم‏"‏‏.‏

تعلقات الروح بالبدن
للروح بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام‏:‏ 
1-‏ تعلقها به في بطن الأم جنينا‏.‏ 
2- تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض‏.‏ 
3-‏ تعلقها به حال النوم
فلها به تعلق من وجه، ومفارقة من وجه‏.‏ 
4-‏ تعلقها به في البرزخ
فإنها وإن فارقته وتجردت عنه؛ فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى إليه التفات البتة؛ فقد دلت الأحاديث على ردها إليه عند سؤال الملكين وعند سلام المسلم، وهذا الرد إعادة خاصة لا توجب حياة البدن قبل يوم القيامة‏.‏ 
5- تعلقها به يوم يبعث الأجساد
وهو أكمل تعلقاتها بالبدن، ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه ؛ إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا فسادا‏.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق