Wikipedia

نتائج البحث

الخميس، 16 سبتمبر 2010

# الإيمان بالملائكة #

الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان الستة؛ كما جاء في حديث جبريل؛ حيث قال‏:‏ ‏"‏الإيمان‏:‏ أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره‏"‏‏.‏رواه مسلم فى صحيحه 8 
وقد جاء ذكر الإيمان بالملائكة مقرونا بالإيمان بالله في كثير من الآيات القرآنية‏:‏ 
كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ‏}‏ ‏.‏ البقرة 285
وكما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ‏}‏ ‏.‏ البقرة 177
والإيمان بالملائكة يتضمن التصديق بوجودهم، وأنهم عباد مكرمون، خلقهم الله لعبادته وتنفيذ أوامره، والإيمان بأصنافهم وأوصافهم وأعمالهم التي يقومون بها حسبما ورد في الكتاب والسنة، والإيمان بفضلهم ومكانتهم عند الله عز وجل‏.‏ 
ورد في ‏"‏صحيح مسلم‏"‏‏:‏ أن الله خلقهم من نور‏.‏ رقم 2996
ومما يدل على فضلهم وشرفهم‏:‏ 
1-أن الله يضيفهم إليه إضافة تشريف
كقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ‏}‏ الأحزاب 56
وقوله‏:‏ ‏{‏كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ‏}‏ البقرة 285
وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ‏}‏ النساء 136
وقوله‏:‏ ‏{‏مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ‏}‏ ‏.‏ البقرة 98
2- يقرن سبحانه شهادتهم مع شهادته وصلاتهم مع صلاته
كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ‏}‏ آل عمران 18
وقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ‏}‏ ‏.‏ الأحزاب 56
3- يصفهم سبحانه و تعالى بالكرم والإكرام
قال تعالى‏:‏ ‏{‏بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ‏}‏عبس 15-16 
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ‏}‏ الإنفطار 10-11
وقوله‏:‏ ‏{‏بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ‏}‏ ‏.‏ الأنبياء26
4- يصفهم بالعلو والتقريب؛ كما في قوله تعالى‏:
‏ ‏{‏لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى‏}‏ الصافات 8
وفي قوله‏:‏ ‏{‏يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏}‏ ‏.‏ المطففين 21
5- يذكر حملهم للعرش وحفهم به؛ كما في قوله‏:‏
{‏الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ‏}‏ غافر7
وقوله‏:‏ ‏{‏وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ‏}‏ ‏.‏الزمر 75 
6- يذكر سبحانه أنهم عنده ويعبدونه ويسبحونه؛ كما في قوله تعالى‏:‏ 
{‏إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ‏}‏ الأعراف 206
وقوله‏:‏ ‏{‏فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ‏}‏ ‏فصلت 38‏



وهم بالنسبة إلى الأعمال التي يقومون بها أصناف‏:‏ 
1- منهم حملة العرش
قال تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ‏}‏ غافر7
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ‏}‏ الحاقة 17‏.‏ 
2- منهم المقربون؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ‏}‏ ‏.‏ النساء 172
3- منهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرام؛ لأهلها‏.‏ 
ومنهم الموكلون بالنار وتعذيب أهلها، وهم الزبانية، ومقدموهم تسعة عشر، وخازنها مالك، وهو مقدم الخزنة؛ كما قال تعالى‏:‏ 
‏{‏عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ‏}‏ المدثر 30
وقوله‏:‏ ‏{‏وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ‏}‏ الزخرف 77
وقوله ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ‏}‏ غافر49
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏ ‏.‏التحريم 6 
4- منهم الموكلون بحفظ بني آدم في الدنيا؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ‏}‏الرعد 11 الآية؛ أي‏:‏ معه ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه؛ فإذا جاء قدر الله؛ خلوا عنه‏.‏ 
5- منهم الموكلون بحفظ أعمال العباد وكتابتها؛ قال تعالى‏:‏ 
‏{‏عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ‏}‏ ق 17-18
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ‏}‏ الإنفطار 10-11
وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار‏)‏البخارى 555و مسلم632 فمع الإنسان ملائكة يحفظونه من المؤذيات، وملائكة يحفظون عليه أعماله وما يصدر منه‏.‏ 
6- من الملائكة من هو موكل بالرحم وشأن النطفة؛ 
كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات؛ يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد‏"‏‏.‏ البخارى 3208و مسلم 2643
7- منهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح؛
قال تعالى‏:‏ ‏{‏حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ‏}‏ الأنعام 61
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‏}‏ السجدة 11 فملك الموت له أعوان من الملائكة؛ يستخرجون روح العبد من جسمه حتى تبلغ الحلقوم، فيتناولها ملك الموت‏.‏ 
والمقصود أن الله وكل بالعالم العلوي والسفلي ملائكة تدبر شئونهما بإذنه وأمره ومشيئته سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‏}‏ الأنبياء 27
وقوله‏:‏ ‏{‏لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏ التحريم 6
فلهذا يضيف سبحانه التدبير إلى الملائكة تارة لكونهم المباشرين له؛ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا‏}‏ النازعات 5
ويضيف إليه التدبير تارة؛ كقوله‏:‏ ‏{‏يُدَبِّرُ الْأَمْرَ‏}‏ ‏.‏ السجدة 5
فالملائكة رسل الله في خلقه وأمره، واسم الملك يتضمن أنه رسول؛ لأنه من الألوكة؛ بمعنى الرسالة، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ‏}‏ فاطر1
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا‏}‏ المرسلات 1
فهم رسل الله في تنفيذ أمره الكوني الذي يدبر به السماء والأرض، وهم رسله في تدبير أمره الديني الذي تنزل به على الرسل من البشر
قال تعالى‏:‏ ‏{‏يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ‏}‏ النحل 2
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ‏}‏ ‏.‏الحج 75 
وأعظمهم جبريل عليه السلام، وهو أمين الوحي؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ‏}‏ الشعراء 192-195
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ‏}‏ ‏.‏ النحل 102
وقد أعطى الله الملائكة قدرة على التشكل بأشكال مختلفة
فقد جاءوا إلى إبراهيم ولوط عليهما السلام بصورة أضياف، وكان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة‏:
‏ تارة يأتي في صورة دحية الكلبي (احد اصحاب رسول الله )،
وتارة في صورة أعرابي،
وتارة في صورته التي خلق عليها،
وقد وقع منه هذا مرتين، وذلك لأن البشر لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته، ولما اقترح المشركون أن يرسل الله إليهم ملكا؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ‏}‏ الأنعام 8-9؛ أي‏:‏ لو بعثنا إلى البشر رسولا ملكيا؛ لكان على هيئة الرجل؛ ليمكنهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه؛ لأن كل جنس يأنس بجنسه، وينفر من غير جنسه‏.‏ 
هذا، وبالله التوفيق‏.‏ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق