Wikipedia

نتائج البحث

الخميس، 16 سبتمبر 2010

# المُشبهة و المُعطلة #




الرد على المخالفين لمنهج السلف في أسماء الله وصفاته من المشبهة والمعطلة 
المخالفون عن منهج السلف في أسماء الله وصفاته طائفتان‏:‏ المشبهة، والمعطلة‏.‏ 
1- المشبهة‏:‏ 
وهؤلاء شبهوا الله بخلقه، وجعلوا صفاته من جنس صفات المخلوقين، ولذلك سموا بالمشبهة‏.‏ 
وأول من قال هذه المقالة هو هشام بن الحكم الرافضي وبيان بن سمعان التميمي الذي تنسب إليه البيانية من غالية الشيعة‏.‏ 
فالمشبهة غلوا في إثبات الصفات حتى أدخلوا في ذلك ما نفاه الله ورسوله مما لا يليق به سبحانه من صفات النقص تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، ومن هؤلاء هشام بن سالم الجواليقي وداود الجواربي‏.‏ 
وقد نفى الله في كتابه مشابهته لخلقه فقال تعالى‏:
‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏}الشورى 11
‏ ‏{‏هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا‏}‏ مريم 65
{‏وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}الإخلاص 4
‏ ‏{‏فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ‏}‏ ‏.‏ النحل 74
2- المعطلة‏:‏ 
وهؤلاء نفوا عن الله ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله من صفات الكمال، زاعمين أن إثباتها يقتضي التشبيه والتجسيم؛ فهم على طرفي نقيض مع المشبهة‏.‏ 
ومذهب التعطيل مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين، وأول من حفظ عنه مقالة التعطيل في الإسلام هو الجعد بن درهم في أوائل المئة الثانية، أخذ هذا المذهب الخبيث عنه الجهم بن صفوان وأظهره، وإليه نسبت الجهمية، ثم انتقل هذا المذهب إلى المعتزلة والأشاعرة‏.‏‏.‏‏.‏ 
فهذه أسانيد مذهبهم ترجع إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة‏!‏‏!‏ 
وهم في هذا التعطيل متفاوتون‏:‏
فالجهمية ينفون الأسماء والصفات‏.
‏ والمعتزلة يثبتون الأسماء مجردة عن معانيها وينفون الصفات‏.‏
والأشاعرة يثبتون الأسماء وسبع صفات فقط هي‏:‏ العلم والحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، وينفون بقية الصفات‏.‏ 
وشبهة الجميع فيما نفوه من الصفات أن إثباتها يقتضي التشبيه والتجسيم بزعمهم؛ لأنه لا يشاهد موصوف بها إلا هذه الأجسام، والله ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏}‏ ؛فتعين نفي الصفات وتعطيلها تنزيها لله عن التشبيه بزعمهم، ولهذا يسمون من أثبتها مشبها‏.‏ 
ووقفوا من النصوص الدالة على إثباتها موقفين‏:‏ 
الموقف الأول‏.
‏ الإيمان بألفاظها وتفويض معانيها
بأن يسكتوا عن تفسيرها ويفوضوه إلى الله مع نفي دلالتها على شيء من الصفات، وسموا هذه الطريقة طريقة السلف، وقالوا هي الأسلم‏.‏ 
الموقف الثاني‏.‏
صرف هذه النصوص عن مدلولها إلى معان ابتدعوها، وهذا ما يسمونه بطريقة التأويل، وسموه طريقة الخلف، وقالوا هي الأعلم والأحكم‏.‏



والرد على شبهتهم‏:‏ أن نقول‏:‏ 
لا ريب أن التمثيل قد نطق القرآن الكريم بنفيه عن الله تعالى؛ كقوله تعالى‏:‏
{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ ،
وقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا‏}‏ ،
وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ ،
وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا‏}‏ ،
وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ‏}‏ 
، لكن مع نفيه سبحانه عن نفسه مشابهة المخلوقين أثبت لنفسه صفات الكمال؛ كما في قوله تعالى‏:
‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ ؛،
فجمع في هذه الآية الكريمة بين نفي التشبيه عنه وأثبت لنفسه صفتي السمع والبصر، فدل على أن إثبات الصفات لا يقتضي التشبيه؛ إذ لا تلازم بينهما‏.‏ 
وهكذا في كثير من آيات القرآن الكريم نجد إثبات الصفات مع نفي التشبيه جنبا إلى جنب، وهذا هو مذهب السلف الصالح؛ يثبتون الصفات وينفون عنه التشبيه والتمثيل‏.‏ 
ومن زعم أن إثبات الصفات لا يليق بالله لأنه يقتضي التشبيه؛ ذلك سوء فهم
فأداه هذا الفهم الخاطئ إلى نفي ما أثبته الله عز وجل لنفسه، فكان مشبها أولا ومعطلا وارتكب ما لا يليق بالله

و من توهم أن صفات الله تشبه صفات المخلوقين؛
فإنه لم يعرف الله حق معرفته،
ولهذا وقع فى خطأ التعطيل، 
قال الإمام أبو بكر محمد بن خزيمة رحمه الله في الرد على الجهمية وتلاميذهم ‏"‏نحن نقول وعلماؤنا جميعا من جميع الأقطار‏:‏ إن لمعبودنا عز وجل وجها كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فزواه بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك‏.‏ ونقول‏:‏ إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره‏.‏‏.‏‏.‏ ونقول‏:‏ إن لبني آدم وجوها كتب الله عليها الهلاك‏.‏ ونقول‏:‏ إن أوجه بني آدم محدثة مخلوقة لم تكن فكونها الله بعد أن لم تكن مخلوقة، أوجدها بعدما كانت عدما، وأن جميع وجوه بني آدم فانية غير باقية، تصير جميعها ميتا ثم رميما، ثم ينشئها الله بعدما صارت رميما، ثم تصير إما إلى جنة منعمة فيها أو إلى نار معذبة فيها‏.‏‏.‏‏.‏ 
فهل يخطر ببال عاقل يفهم لغة العرب ويعرف خطابها ويعلم التشبيه أن هذا الوجه شبيه بذاك‏؟‏‏!‏ 
وهل هاهنا تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذي هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني آدم التي ذكرناها ووصفناها‏؟‏‏!‏ 
‏‏"‏‏.‏ 
إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏فإذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا؛ ثبت عند العقلاء وأهل التمييز أن من رمى أهل الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم بالتشبيه؛ فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان، وخالف الكتاب والسنة، وخرج عن لسان العرب‏. 
‏والمعطلة من الجهمية تنكر كل صفة لله وصف بها نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، لجهلهم بالعلم، وذلك أنهم وجدوا في القرآن أن الله قد أوقع أسماء من أسماء صفاته على بعض خلقه، فتوهموا لجهلهم بالعلم أن من وصف الله بتلك الصفة التي وصف الله بها نفسه قد شبهه بخلقه‏!‏‏!‏ أقول‏:‏ وجدت الله وصف نفسه في غير موضع من كتابه، فأعلم عباده المؤمنين أنه سميع بصير، فقال‏:‏ ‏{‏وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ ، وذكر عز وجل الإنسان، فقال‏:‏ ‏{‏فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا‏}‏ ، وأعلمنا جل وعلا أنه يرى، فقال‏:‏ ‏{‏وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ‏}‏ ، وقال لموسى وهارون عليهما السلام‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى‏}‏ ، فأعلم عز وجل أنه يرى أعمال بني آدم، وأن رسوله وهو بشر يرى أعمالهم أيضا، وقال‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ‏}‏ ، وبنو آدم يرون أيضا الطير مسخرات في جو السماء، وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا‏}‏ ، وقال‏:‏ ‏{‏وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا‏}‏ ؛ فثبت ربنا لنفسه عينا، وثبت لبني آدم أعينا، فقال‏:‏ ‏{‏تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ‏}‏ ؛ فقد أخبرنا ربنا أن له عينا، وأن لبني آدم أعينا، وقال لإبليس لعنه الله‏:‏ ‏{‏مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ‏}‏ ، وقال‏:‏ ‏{‏بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ‏}‏ ؛ فثبت ربنا جل وعلا لنفسه يدين، وخبرنا أن لبني آدم يدين‏.‏ 
أفيلزم عند هؤلاء أن من يثبت ما ثبته الله في هذه؛ أن يكون مشبها خالقه بخلقه‏؟‏‏!‏ حاش لله أن يكون هذا تشبيها كما ادعوا لجهلهم بالعلم‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى كلامه‏.‏ 
هذا مما رد به إمام الأئمة محمد بن خزيمة على الجهمية وتلاميذهم، وهو رد لا يستطيعون الإجابة عنه‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق